الوقت كالنهر العذب يسير في اتجاه واحد، إلى الأمام دائما ‘ ما مضى منه لا يمكن أن يعود مرة أخرى‘يمر على الجميع بالتساوي ‘ يمر بلا توقف يمر بسرعة ستون ثانية في الدقيقة الواحدة ؛ولكن الناس يختلفون في درجة استثمار هذا النهر الجاري ، فنرى بعض الناس يستثمره استثمارا جيدا يزرع ويسقي ويحصد ، والبعض يتركه يتدفق ويضيع بلا فائدة وبلا نفع رغم أنه محاسب على كل قطرة من قطراته

وكل إنسان على وجه الأرض سواء كان طالبا أم موظفا أياً كانت وظيفته في القطاع الخاص أم الحكومي أم متقاعدا ... فهو مطالب بإدارة وقته بما يعود عليه بالنفع والفائدة وهو أيضاً محاسب على كيفية قضاء هذا الوقت‘ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه ‘ وعن شبابه فيم أبلاه ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ‘ وعن علمه ماذا عمل فيه"

يعد الأب مدير الأسرة والمسؤول عنها مسؤولية كاملة ومباشرةً أمام الله عز وجل ثم أمام المجتمع مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكل مسئول عن رعيته ).

وتقع على عاتق رب الأسرة مسؤوليات ومهام كثيرة تجاه أسرته منها توفير المسكن والمأكل والمشرب والتربية والرعاية والمراقبة , ولعلي أرى أنه من أعظم واجبات رب الأسرة هو تبصير الأسرة بأهمية الوقت ووجوب المحافظة عليه والدقة في المواعيد , وتنفيذ الأعمال المطلوبة في الوقت المحدد .

ولكي يدير الأب وقت الأسرة بنجاح عليه أن يكون قدوة في احترام الوقت والمحافظة على مواعيده، وأن يحدد مواعيد الأسرة العامة مثل موعد تناول الوجبات اليومية والنوم والزيارات العائلية والفسح والنزهات ‘ و أن يخصص لكل ابن من أبنائه ملفاً خاصا لحفظ وثائقه الرسمية مثل كرت التطعيم وشهادة الميلاد , وجميع ما يخص هذا الابن ويعطي هذا الملف لوناً معينا , فيكون مثلاً لون ملف خالد أحمر ,وملف أحمد أخضر , وهذا يسهل على الأب ويفر له الوقت عندما يريد مثلاً الذهاب بهذا الابن إلى المستشفى للتطعيم أو للتقديم للمدرسة ‘ كما ينبغي عليه تعويد الأبناء منذ الصغر على استثمار الوقت وتنظيمه ,وحسن إدارته بشكل يعود عليهم بالفائدة والنفع وتجنب الفوضى في المواعيد وذلك خلال تعويدهم على عمل جداول يرتب فيه الابن أوقاته حسب ما هو مطلوب منه من أعمال ‘ وأخيرا فان الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك

نشر في جريدة المدينة