المتأمل لحال الجزيرة العربية في زمان مضى ، يجد أنها كانت تسودها الشركيات والفوضى والجهل ، وانعدام الأمن ، والفقر ، وانتشر قطاع الطرق ، والسلب والنهب ، فإذا خرج الرجل من بيته لا يأمن على نفسه ، ولا يأمن على بيته ، حتى أن الحجاج كانوا يتعرضون للسلب والنهب ، وأحيانا كثيرة قد تصل للقتل
كان الأمن في ذلك الوقت منعدم ، فأصبح المجتمع يسوده الخوف والفقر والمرض ، والتفكك والتأخر في جميع مناحي الحياة ، كان هدف المواطن في ذلك الوقت حماية نفسه ، وحماية أسرته ، مما أدى إلى تعطل مناشط الحياة
حتى قيض الله لهذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سـعود ـــ رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خير الجزاء ـــ الذي عمل جاهدا على تطهير البلاد من الشركيات ، وجمع صفوفها ، وتوحيد أرجائها ، لم شتاتها وألف قلوبها ونقلها نقلة نوعية ، نقلها من الجهل إلى النور ، ومن الخوف إلى الأمن والاستقرار ، وعمل على استقرار المواطن ، وتوفير سبل الحياة الكريمة له ، وواصل أبناؤه من بعده مسيرة البناء والعطاء والتنمية والتطوير ، والعمل على إسعاد المواطن واستقراره ؛ ليعيش حياة هنيئة آمنة مطمئنة
وإن المتأمل لحالنا اليوم يجد أننا نعيش نعما كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ومن أهمها نعمة الأمن والاستقرار ، فقد أمن المواطن على نفسه وعلى بيته ومتجره ومصنعه ومزرعته ، أمن في البر، وأمن في البحر، وأمن في الجو
فحمدا لله على هذه النعمة العظيمة التي لا تكتمل النعم الأخرى بدونها ، ولا يطيب العيش من غيرها ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
والمتتبع للأحداث في عصرنا الحاضر ، وما تعرضت له بعض الدول العربية من مظاهرات وثورات أدت بشكل رئيسي إلى انعدام الأمن ، وظهور الخوف والفزع والهلع ، ونقص المواد الغذائية ، وأصبح الشعب يدفع ثمن هذه الثورة وما تبعها من آثار سلبية ، من انعدام الأمن ،وانتشار الخوف والسرقات ، وتكسير المحلات التجارية ، وظهور العصابات البلطجية ، واشتعال الفتنة بين الأديان و بين المذاهب
فلننظــر لماضيـنا ،ولننظر لحاضرنا ، ولننظر لمن حولنا من الدول العربية التي اجتاحتها المظاهرات ، وانعدم أمنها ، وزال استقرارها ، وأرهب سكانها ، وضاقت أقواتها . . . . .
فلنحمد الله على ما نحن به من نعم في ظل هذه الدولة التي تحكم بشرع الله ، وتعمل على توفير سبل العيش الكريمة لكل مواطن ومواطنة ؛ ولنقمع كل بوق يدعو للفتنة ؛ ولنقف صفا واحدا في وجه كل من أراد المساس بأمن بلادنا ، وقاداتنا
حفظ الله بلادنا آمنة مطمئنة ، رخاء سخاء ، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك
عبد الله بن عبدالعزيز آمين ، آمين ، آمين
نشر في جريدة المدينة