دعوهم يعملون .. فإنهم حراس الفضيلة

يعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وميزة ميزها بها الله سبحانه وتعالى يقول جلا وعلا : " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ " ، فهذه الأمة اكتسبت صفة الخيرية ؛ من كونها أمة تأمر بالمعروف بين الناس ، وتنهى عن المنكر ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة إصلاح للفرد والمجتمع ، فأنت حين تأمر أخاك بالمعروف وتنهاه عن المنكر دليل محبة ومودة لهذا الشخص وحرص عليه وهذا مما يؤدي إلى كمال إسلام المرء ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " لا ، يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، ونحمد الله أننا في دولة تحكم بشرع الله ، وتقوم على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وتولي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جل اهتمامها ، حيث أنشأت مؤسسة حكومية رسمية تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يقوم عليها رجال غيورون على دينهم ، رجال غيورون على محارم الله ، رجال غيورون على حدود الله , إنهم حراس الفضيلة ، إنهم رجال هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؛ ولأنهم بشر والكمال لله سبحانه وتعالى فقد يجانبهم الصواب في بعض المواقف وهي قلة ، ولكن المستغرب من البعض تسليط الضوء والمجهر على هذا الخطأ الغير مقصود وتكبيره للمجتمع وتحويله إلى قضية رأي عام ، بينما نقرأ خبر كتب في زاوية صغيرة في إحدى الصحف عن خطأ طبي راح ضحيته إنسان ، ولم يتعرض له أحد ، ولم يعلق عليه أحد .

ألا يخشى الذين ينادون بإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي النكر ، أن يؤدي هذا الإلغاء إلى انتشار الفاحشة بين الناس ، فينطبق عليهم قوله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " .

فليتقي الله من يقلل من دور رجال الهيئة في إصلاح المجتمع ، والمحافظة على حدود الله ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجيب لكم " .

وإنني أتمنى أن يكون الخطأ في الهيئة صفري ؛ ولعل هذا يأتي من خلال وضع مواصفات خاصة لاختيار رجل الهيئة بحيث لا يقل مؤهله العلمي عن البكالوريوس ، ولا يقل عمره عن أربعين عاما ، وأن يكون ممن يشهد له بالوسطية والاعتدال ، وأن يتصف بالحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة ، وأن يؤهل تربويا ، ويلحق بدورات تدريبية .

حفظ الله بلادنا آمنة مطمئنة ، رخاء سخاء 


نشر في جريدة المدينة