المدرسة الابتدائية ودورها في توجيه طلابها نحو الوسطية والاعتدال
مقدمة:
يشهد عصرنا الحاضر مجموعة من المستجدات والمتغيرات والتطورات ؛ الأمر الذي يتطلب من المسئولين عن التربية إدراكها لإعداد النشء لكيفية التعامل مع هذه المستجدات من خلال الاستفادة من الإيجابيات والوقاية من السلبيات وتحصينهم من الانزلاق في تلك المنحدرات.
فشباب اليوم هم رجال الغد وهم سواعد الوطن وهم عزه وتقدمه وتطوره وتألقه وبناؤه وبهم يرتقي إلى العُلى ... وهذا يحتم على الدول الاهتمام بهم وتنشئتهم التنشئة السليمة وتربيتهم تربية صحيحة بحيث يصبحوا مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم بارين لوطنهم ‘ وهذا الإعداد يبدأ من المدرسة الابتدائية وما تقدمه لطلابها من علوم ومعارف ومهارات ، وما تغرسه من قيم ومفاهيم ‘وما تغرسه من حب لله ثم لرسوله والوالدين والوطن ؛ ولأن التعليم الابتدائي في جميع الدول على اختلاف أنظمتها ونظرتها للإنسان والكون والحياة , يمثل هذا النوع نافذة السلم التعليمي وأسسه, ومن المسلّم به أنه كلما كانت القاعدة قوية وراسخة , كلما كان البناء قوياً وراسخاً .
أهداف البحث:
هدف الدراسة الحالية إلى التعرف على دور المدرسة الابتدائية في توجيه طلابها نحو الوسطية والاعتدال
منهج البحث:
تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي
نتائج البحث:
توصلت الدراسة الحالية إلى أن المدرسة لكي توجه طلابها نحو الوسطية والاعتدال تحتاج لمعاملة الطالب معاملة تربويه تحقق له الأمن والطمأنينة ، وتنمية روح الولاء لشريعة الإسلام السمحة ، وزرع الثقة في نفوس الطلاب ، وإشعار الطالب بقيمته وإنسانيته ، وغرس حب الوطن في نفوس الطلاب ، تأصيل القيم والأخلاق الفاضلة في نفوس الناشئة ، وتعويد الطلاب على احترام الحقوق العامة التي كفلها الإسلام وشرع حمايتها ؛ حفاظًا على الأمن والاستقرار ، وتعريف النشء بخطورة حملات تحرير المجتمع من قيمه وأخلاقه ، وتبصير الطلاب بأخطار الإرهاب والحروب والفكر المنحرف على وطنهم ، وتقوية المشاعر الدينية السمحة لدى الطلاب التي تنكر الغلو والتطرف والانحراف ، وتعزيز قيم التسامح لدى الطلاب ، ومتابعة الطلاب المتأخرين دراسيًا والأخذ بأيديهم إلى النجاح ، وتوعية وتدعيم شخصية الطالب الدينية لكي يستطيع مواجهة تحديات العصر ،وتحذير الطلاب من أخطار البغضاء والتعصب والانحراف الذي يفسد الدين والدنيا فيما بينهم ، ورعاية الطلاب المتفوقين وتوجيههم الوجهة العلمية الصحيحة ، وتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة للمشاركة في بناء شخصية الطالب المعتدلة ، وتكوين الفكر الإسلامي المنهجي الذي يدعو إلى الوسطية في كل الأمور من خلال المحاضرات والندوات والأنشطة المدرسية المختلفة ، وتوفير القدوة الحسنة للطالب من قبل جميع منسوبي المدرسة ، وتحصين النشء وحمايته من التحرر السلبي ، والتأكد من نظامية ما يرد للمدرسة من كتب ودوريات ومواد تعليمية وأنها تتوافق مع القيم الإسلامية ، ومعالجة أسباب الرسوب والتسرب ؛حتى لا ينقطع الطلاب عن المدرسة والالتحاق بالجماعات المنحرفة ، وتعزيز دور المرشد الطلابي لتوجيه الطلاب وإرشادهم ، وتنمية إحساس الطالب بمشكلات مجتمعه ، وتنمية ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع المدرسي ، ورعاية حالات الطلاب الذين تظهر عليهم بوادر سلوكية غير المرغوبة ، وتعزيز الآراء الايجابية والعمل على نشرها ، واجتناب مقارنة الطالب سلبًا بزملائه حتى لا يتولّد لديه شعور بالنقص وتتولّد لديه مشاعر الكراهية والعدوانية للآخرين ، وتوجيه ميول الطلاب نحو ما يناسب قدراتهم في ضوء خصائص نموهم وقدراتهم العقلية ، وتوجيه الطلاب إلى التعامل مع الانترنت بأسلوب علمي وفق ثوابت إسلامية، والبعد عن العقاب للطالب وإشعاره بالأمن والقبول والتقدير ، وتحري الأحوال الأسرية للطلاب ومحاولة تحقيق احتياجاتهم ، وحصر الآراء السلبية والعمل على تصحيحها ومعالجتها ، وتوجيه الطلاب للمهن التي يحتاجها سوق العمل المحلي ، واحترام كرامة الإنسان أيا كان دينه أو مذهبه في نفوس الطلاب ، وتكوين مجلس للشورى بالمدرسة لنقل أراء الطلاب ومقترحاتهم .